السبت، 10 أكتوبر 2009

ترشح تاريخي يضمن مستقبل تونس ويعزز حضورها في الداخل والخارج


سليم الكراي

مرة اخرى كان للرئيس زين العابدين بن علي موعد مع التاريخ مستجيبا لطموحات شعبه ولتطلعاته من اجل الحرية والديموقراطية . فقد لبى نداء الواجب عندما تقدم بترشحه ليكون مرشح التجمع الدستوري الديمقراطي للانتخابات الرئاسية القادمة ومن ورائه مرشح الشعب والجماهير والاحزاب ومكونات المجتمع المدني . ترشح الرئيس بن علي لم يكن حدثا عاديا بل هو حدث تاريخي باتم معنى الكلمة لعدة اعتبارات ولعدة دلائل ومعطيات . كيف يمكن فهم هذا الترشح سياسيا وماهو الظرف التي اتى فيه وكيف ستكون انعكاساته على المرحلة القادمة؟
تكرست ارقى مظاهر العمل الديموقراطي عندما قدم الرئيس زين العابدين بن علي ترشحه للانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم 25 اكتوبر في ثوبها الديموقراطي بعد الاصلاحات التي شملت المجلة الانتخابية وخاصة في باب الترشح لرئاسة الجمهورية. وتجدر الاشارة هنا الى ان ترشح الرئيس بن علي لانتخابات 2009 هو ترشح كل التونسيين كما اجمعت على ذلك الفئات الاجتماعية والشرائح السكانية بالبلاد في مرحلة سابقة تميزت بالتعبير عن تلك المساندات بقناعة تامة تعكس ايمانا حقيقيا بمدى تحقيق الاصلاحات لاهدافها. وقد توجه الرئيس بن علي بنفسه لتلك الفئات يوم تقديم ترشحه عندما عددها وذكرها كلها دون ان يستثني منها اي طرف او اية شريحة في داخل البلاد وخارجها وهو ما يضفي على ترشحه صبغة الاجماع والشمولية اي انه ترشح استجاب لتطلعات كل التونسيين دون استثناء. وقد اشار الى ذلك الرئيس بن علي عندما قال في كلمته التي توجه بها الى الجموع الغفيرة من الشعب «انني على العهد معكم جميعا» او عندما اكد على ان تونس «تحتضن كل ابنائها وبناتها في الداخل والخارج ترعاهم وتحميهم وتصون حقوقهم وتوفر لهم الامن واسباب العيش».
والى جانب هذا التوجه الثابت للرئيس زين العابدين بن علي الذي حظي بهذا الدعم الجماهيري الواسع وهذا التأييد الثابت والمتأصل النابع من الايمان بالخيارات السياسية والمقاربات التنموية وبالتوزيع العادل للخيرات وبالمكانة اللائقة والمحترمة التي يلقاها التونسي في الداخل والخارج ، هناك مساندات اخرى من احزاب سياسية اخرى اختارت ان يكون الرئيس بن علي مرشحها ايضا مؤكدة ان الاطروحات التي تقدم بها الرئيس بن علي وبرامجه الاصلاحية الشاملة انما تمثل قاسما مشتركا يشترك فيه كل التونسيين الذين اجمعوا على ان يكون الرئيس بن علي هو الضامن للتقدم والتنمية الشاملة والاصلاح المستمر على مختلف الاصعدة والمستويات .
المنظمات الجماهيرية بثقلها الجماهيري والشعبي اختارت هي الاخرى ان يكون الرئيس بن علي هو مرشحها في هذه الانتخابات ليواصل مسيرة البلاد خلال المرحلة القادمة بكل ما فيها من تحديات ورهانات سياسية واقتصادية واجتماعية .
اذن ترشح الرئيس بن علي كان ترشح كل التونسيين وترشح المستقبل وترشح الارتقاء الى مصاف الدول المتقدمة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
ترشح الرئيس بن علي الذي قدمه امام المجلس الدستوري هو ترشح تاريخي لانه ياتي في ظرف تاريخي متميز ولانه ينقل البلاد الى مراتب متقدمة نحو مزيد التالق والتميز . المرحلة القادمة لن تكون سهلة في كل المجالات وهي مليئة بالتحديات لانها مرحلة بناء الغد الجديد لاجيال شابة تعيش اوقاتا غير اوقاتنا ولها اهتمامات وتطلعات غير اهتماماتنا وتطلعاتنا ، انها مرحلة تتميز بضرورة مواكبة تلك التطلعات وتلك الطموحات بعقليات شبابية متوثبة تحافظ على مكاسبها وتدعم ثوابتها الاصلاحية بمزيد من الاصلاحات التي تاخذ من الماضي وتبني الحاضر وتتطلع للمستقبل وهي القيم التي ادركها الرئيس بن علي ففتح بابا واسعا على الشباب واستمع الى مشاغله وتطلعاته واسس لمستقبله سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فكانت توجهاته شبابية وكانت برامجه مستهدفة الشباب وكانت برامجه الاصلاحية تعمل على مزيد الانفتاح على الشباب وعلى مشاغله . بهذه التطلعات وبهذه الطموحات جاء ترشح الرئيس بن علي ليكون مرشح الشباب المتطلع الى المستقبل المتوثب والطموح نحو مزيد المكاسب والانجازات .
الرئيس بن علي مرشح الشباب التونسي الذي قال عنه في كلمته المختصرة والمعبرة «الى شبابنا المتحفز دائما الى العلم والعمل» وقد قرن الرئيس بن علي العلم والعمل وهما الركيزتان الاساسيتان المطلوبتان في المرحلة القادمة ليفتك الشباب مواقعه في الحياة النشيطة وليساهم من مواقعه في دفع عملية الاصلاح الاجتماعي ويعاضد الجهود من اجل البناء والتنمية .
لقد كانت كلمة الرئيس بن علي امام المجلس الدستوري ذات دلالات لانها رسمت توجهات المرحلة القادمة من اجل بناء تونس التي سيتواصل عمل الرئيس بن علي فيها من اجل ضمان ديمومة الاصلاحات ولكن هذه المرة بجهود اقوى واوسع لان التحديات المطروحة هي تحديات اوسع واشمل في الزمان والمكان خاصة مع ظهور الازمات الجديدة في العالم ومع التنافس الشديد الذي فرضته معطيات العولمة الزاحفة والذي يتطلب من الجميع جهودا اكبر واستعدادات اقوى للعمل والمثابرة من اجل مزيد تحقيق المكاسب والاصرار على التالق والامتياز. المرحلة الــقادمة ستجمع الطموح والمثابرة والتالق والامتياز ، وكل ذلك من اجل تونس ومن اجل مستقبلها ومن اجل مصالحها . والرئيس بن علي هو رجل تلك المرحلة كما اكدت ذلك جماهير الشعب التونسي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق